الرقص على لحن الذكريات ..

,,

معزوفة  كلود ديبوسي  (ضوء القمر )، جسد ملقى على كرسيَّ هزّاز شرود عقلٍ ونافذه ذات الستائر البيضاء ،ورقة  بيضاء وقلم بين السبابة والأبهام ، صراعٌ في الذكريات لأستدعائها يد ترتجف لتخطَ الفصل الآخير من الذاكرة وتضع النهاية لهذا الجسد المرهق. سأختم فصلي الأخير بكِ يا (أنانيسس ) .أنت ِ يا ملهمة فكري وشعري لطالما رحلتي بعيدا بعيدا  جدا حيث لا أستطيع ملامسة خدّكِ الناعم كالحرير فأني هرمت  ولكن مازال الفتى القوي بداخلي وأستمد منه  شجاعتي التي سلبها القدر مني حينما أخذكِ ، لطالما كنت ذاك الرجل منحني الظهر الذي لا يسكن الا في مكتبته  بين الكتب يتنفس ذاك الغبار الخارج منها ويستمتع بذلك ، كنت قاسيا عليكِ جعلتك ترحلي ولم أردعكِ وأثق أني لو طلبتك البقاء لما رفضتي تعلمي  ذاتي   لا تعيش الا في خيالي مع قلمي وتلك الشخصيات التي أحملها بداخلي  ، قد  ضيعتك وضاع معكِ شتات أمري أصبح قلمي يجف رويدا رويدا أيعقل أن يكون هناك قبس من نور لتعودي لي! ولكن بعد ماذا !؟فقد وشك العمر على النفاذ كما تنفذ حبات الرمال في ساعتها الرملية والآن أنا وحيد و حيد تماما .ما زلت أنتظرك يا أنانييس .... ف (راي) يشتاق أليكِ لحديثك ،ابتسامتك وضحكتك الساخرة منه هناك الكثير الذي سأحدثك عنه وأني أرى ريحكِ في هذه الحجرة في زواياها أتخيلك وأنتي تلقي برأسك المثقل بالهموم على كتفي وتحكي لي ما حصل معك في يومك. لونك الأبيض المفضل وعيناك ذات اللون الرمادي شعرك الأسود الأشبه بعتمة الليل وجهكك الضاحك المستبشر  فلا تحتاج عيناي النظر الى السماء في ليلة مقمرة  أكتفي بالنظر اليكِ  فقط ، أتناسَ كل تعبِ كل أرقِ فأنا لا أستطيع مقاومة ذاك الملاك الظاهر على وجهك  حينما أراكِ . قد سميتك ملاكي فلا أحب أن يدعوكِ به  أحد سواي ... ألمني فراقك  فأنا  يتيمُ  بدُنك ، قد قسى القدر عليّ بفراقك ولكنه كان كريما معي ترك لي جزء من ذكرياتك التي لم تنتهي معي ما زلت أرتقب قدومك على هذا الكرسي وبعين نافذتي ذات الستائر المنسدلة فلعلى الليل سوده ينجلي ذات يوم وتعودي .....