ولادة من رحم الوطن

ولادة من رحم الوطن

سطر التاريخ (23 من سبتمبر) من كل عام انضمام الأيدي المتفرقة من  بعد جهل وظلام قد ظهر النور والعلم وتلك الحضارة تتحدث عن نفسها. فبعد حروب ودماء كانت بين القبائل لمن يسود البادية ويصبح سيدها. ويدفع الثمن الأطفال والنساء الشيخ الكبير والشاب لم يعرفوا للأمن طريق  فهم ناس لا حولة لهم ولا قوة، فبعد مشيئة الله تعالى حيث منّ على هذه الأرض ببعثة ملك نجد ليوحد القبائل وتكون تلك الأصابع المتفرقة وحدة قوة لا أحد يستطيع التفرقة بينها أصبحت يدا واحدة كالبنيان المرصوص ولم يتكرر تفرقة القبائل بعد ظهور الدعوة الإسلامية من جديد على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ذلك المصلح ولكن هذه لا تكفي بل أدرك (محمد بن سعود) أنه لابد من قوة السيف حتى يردع الحكم التركي في ذلك الحين، وبدأ التاريخ يخطّ رحلة (الملك عبد العزيز) في توحيد هذه الأرض وها هو الوطن وها هي الحضارة السعودية تحتفل بتوحيدها بكل أرجاءها وأطرافها تحتفل بيومها الوطني. تراب الوطن لا يقدر بثمن، فحب هذه الأرض  التي يكن قلوب الجميع يحارب من أجله يفديه بكل ما يملك يزرع حبه في قلب أبناءه فيجعله يقدر هذا الوطن ويفديه بروحه ويعيش حرّا فيه ولا يبخل عليه ينظر إلى تاريخه يفخر به وكونه يعيش بهذا الوطن الذي فضله الله تعالى على جميع الأوطان وجعله قبلة المسلمين وجعلنا شعبه المختار حيث بعث منّا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. الوطن هو هويتنا سقفنا وأرضنا الرحم الذي نولد منه ونخرج للحياة بكل فخر وانتماء فهي أمنا التي بها عرفنا معنى العزّ والحرية. الوطن ليس مجرد كلمة عابره تتلفظ بها بل هو روحك هو جسدك فلولاه لعشت ذليل تحت أقدام الشعوب الأخرى فلتفخر كونك تعيش على هذه الأرض المباركة قبلة المسلمين. لا تبخل عليه كن له وفيا لا تخنه ولا تظهر الفساد به فهذا أقل ما يمكن أن تقدمه لهذه الأرض (الوطن السعودي) أظهر كل ذلك فهو أعطاك الكثير فأعطيه لو القليل كن كريما معه ،فهو هويتك قدم حبك وحمايتك له بكل اخلاص وصدق  حارب من أجله لانشطرت محاربتك بالسلاح بل هناك محاربة الفساد عندما تطبقّ أخلاق الإسلام التي من أجلها نحن أحرار ويرفرف الأخضر شامخا  بكلمة الشهادة التي من أجلها بعث الله تعالى الأنبياء والرسل عليهم السلام  ومن أجلها من هو حارس على حدودها ليمنع دخول الغرباء ويسيء لها بدون وجه حقّ أولئك من يبذل روحه فداء، وتصعد في السماء تشمّ رائحة المسك وليس رائحة الدماء فروحه لا ترحل من جسده بل من جسد هذه الأرض تحزن هي عليه  تضمه بين ذراعيها تغطيه بترابها وكل ذلك في سبيل أن ننعم بالأمن والأمان حيث يكون  وقت الصلاة فتغلق المحلات وكلا يمشي بوجهته الى المسجد بأمان فيكون هناك  صوت واحد للجماعة  يجتمع بكلمة (أمين ) هؤولاء هم المسلمين وها هو الاسلام لا يفرق بين غني وفقير كلنا صف واحد صوت واحد تجمعنا (لا اله الا الله) . والان ألا يحق لك أن تفخر بانتماءاك لهذا الوطن ؟! فحافظ عليه وكن أمينا معه وصادقا .

    

 بقلم: غاليه البلوي 

حمامة السلام .

قصاصات الورق المتناثرة .. تنحني بظهرها المنحني الصغير تجمعها لتبني قصة قصيرة عنوانها ( أنا خائفه يا أمي ) .
بين  الرصاص الماطر وبين صراخ  وبكاء أطفال ونساء وشيخ كبير. هناك بذاك الكوخ الصغير حيث دفئ الذكريات وطفلة صغيرة تبحث عما ضاع منها في تلك الحرب التي أهلكت  كل شيء. تمسك  كراسة رسمها الصغيرة  لترسم أحلامها الضائعة تلملمها في اطار تلك الورقة البيضاء ، ترسم ابتسامة سرقتها الحرب اللعينة ، ترسم بيت السلام وعلى نافذته حمامة السلام ، تبحث عن الوجه الأخر  من ذاكرتها عن شيء أسعدها .. تبحث وتبحث ،لا تجد سوى قهر أصابها وسعاده مبعثره فتبدأ بسرد قصتها القصيرة تخط أول حرف (أ )وثاني حرف (م) ونهايتها ب(ي)  ..أمي أنا خائفه عودي  وجائعه فعودي سأفعل ما تقولي ولن أقول لكِ (لا )أمي أين حضنك عني  وأين أنتِ  عن ضفيرة شعري وابتسامتك سأرسمك حمامة السلام لا أنتِ السلام بذاته قلبي يرجف يا أمي أين أنتِ . وتبكي الطفلة ويخيل لها يدا تلمس بكل حنان رأسها   .قائله لا تبكي يا صغيرتي  أنا معك  في قلبك  ولا تنسي  لابد من نور الشمس أن يعانق الأفق ذات يوم .. وستائر الليل تنجلي  وتعود ابتسامتك ... قد لا أعود لكِ ولكنك معي قد لا أراكِ ولكن عين الله تراكِ تحرسك وتكون لك أمانا .. لستي وحيده يا صغيرتي ثقي أنكِ ذات يوم ستكوني  كما تحبي ... فنانة السلام  لا تلتفتي إلى الوراء انظري أمامك فالطريق ربما شاق ولكنك ستصلي بكل الأحوال لا تفقدي ريشتك فهي لكِ العائلة .. أرسمي وابقي رسامه انثري بصفحتك الألوان وارسم الأبتسامه .. لا تجعلي الحرب تهزمك أو رصاصة تقتل ابداعك . ..خطي بريشتك يا ابنتي فقد تقتل هي يأس اليائسين وتعود الحياة لهم من جديد ، فيرون النور بعد الظلمة والفرح  والنصر بعد اليأس هكذا نكون وهكذا نبقى أجمل .. فلا حرب تكتب نهايتنا ولا أفكار شيطانيه تدعي السلام وهي هالكة السلام بذاته ... نبقى على يقين بأن الغد أجمل وهناك يبقى الأجمل ....  فارسمي ياصغيرتي حمامة السلام ..






غاليه.

الرقص على لحن الذكريات ..

,,

معزوفة  كلود ديبوسي  (ضوء القمر )، جسد ملقى على كرسيَّ هزّاز شرود عقلٍ ونافذه ذات الستائر البيضاء ،ورقة  بيضاء وقلم بين السبابة والأبهام ، صراعٌ في الذكريات لأستدعائها يد ترتجف لتخطَ الفصل الآخير من الذاكرة وتضع النهاية لهذا الجسد المرهق. سأختم فصلي الأخير بكِ يا (أنانيسس ) .أنت ِ يا ملهمة فكري وشعري لطالما رحلتي بعيدا بعيدا  جدا حيث لا أستطيع ملامسة خدّكِ الناعم كالحرير فأني هرمت  ولكن مازال الفتى القوي بداخلي وأستمد منه  شجاعتي التي سلبها القدر مني حينما أخذكِ ، لطالما كنت ذاك الرجل منحني الظهر الذي لا يسكن الا في مكتبته  بين الكتب يتنفس ذاك الغبار الخارج منها ويستمتع بذلك ، كنت قاسيا عليكِ جعلتك ترحلي ولم أردعكِ وأثق أني لو طلبتك البقاء لما رفضتي تعلمي  ذاتي   لا تعيش الا في خيالي مع قلمي وتلك الشخصيات التي أحملها بداخلي  ، قد  ضيعتك وضاع معكِ شتات أمري أصبح قلمي يجف رويدا رويدا أيعقل أن يكون هناك قبس من نور لتعودي لي! ولكن بعد ماذا !؟فقد وشك العمر على النفاذ كما تنفذ حبات الرمال في ساعتها الرملية والآن أنا وحيد و حيد تماما .ما زلت أنتظرك يا أنانييس .... ف (راي) يشتاق أليكِ لحديثك ،ابتسامتك وضحكتك الساخرة منه هناك الكثير الذي سأحدثك عنه وأني أرى ريحكِ في هذه الحجرة في زواياها أتخيلك وأنتي تلقي برأسك المثقل بالهموم على كتفي وتحكي لي ما حصل معك في يومك. لونك الأبيض المفضل وعيناك ذات اللون الرمادي شعرك الأسود الأشبه بعتمة الليل وجهكك الضاحك المستبشر  فلا تحتاج عيناي النظر الى السماء في ليلة مقمرة  أكتفي بالنظر اليكِ  فقط ، أتناسَ كل تعبِ كل أرقِ فأنا لا أستطيع مقاومة ذاك الملاك الظاهر على وجهك  حينما أراكِ . قد سميتك ملاكي فلا أحب أن يدعوكِ به  أحد سواي ... ألمني فراقك  فأنا  يتيمُ  بدُنك ، قد قسى القدر عليّ بفراقك ولكنه كان كريما معي ترك لي جزء من ذكرياتك التي لم تنتهي معي ما زلت أرتقب قدومك على هذا الكرسي وبعين نافذتي ذات الستائر المنسدلة فلعلى الليل سوده ينجلي ذات يوم وتعودي .....