بين الرصاص الماطر وبين صراخ وبكاء أطفال ونساء وشيخ كبير. هناك بذاك الكوخ الصغير حيث دفئ الذكريات وطفلة صغيرة تبحث عما ضاع منها في تلك الحرب التي أهلكت كل شيء. تمسك كراسة رسمها الصغيرة لترسم أحلامها الضائعة تلملمها في اطار تلك الورقة البيضاء ، ترسم ابتسامة سرقتها الحرب اللعينة ، ترسم بيت السلام وعلى نافذته حمامة السلام ، تبحث عن الوجه الأخر من ذاكرتها عن شيء أسعدها .. تبحث وتبحث ،لا تجد سوى قهر أصابها وسعاده مبعثره فتبدأ بسرد قصتها القصيرة تخط أول حرف (أ )وثاني حرف (م) ونهايتها ب(ي) ..أمي أنا خائفه عودي وجائعه فعودي سأفعل ما تقولي ولن أقول لكِ (لا )أمي أين حضنك عني وأين أنتِ عن ضفيرة شعري وابتسامتك سأرسمك حمامة السلام لا أنتِ السلام بذاته قلبي يرجف يا أمي أين أنتِ . وتبكي الطفلة ويخيل لها يدا تلمس بكل حنان رأسها .قائله لا تبكي يا صغيرتي أنا معك في قلبك ولا تنسي لابد من نور الشمس أن يعانق الأفق ذات يوم .. وستائر الليل تنجلي وتعود ابتسامتك ... قد لا أعود لكِ ولكنك معي قد لا أراكِ ولكن عين الله تراكِ تحرسك وتكون لك أمانا .. لستي وحيده يا صغيرتي ثقي أنكِ ذات يوم ستكوني كما تحبي ... فنانة السلام لا تلتفتي إلى الوراء انظري أمامك فالطريق ربما شاق ولكنك ستصلي بكل الأحوال لا تفقدي ريشتك فهي لكِ العائلة .. أرسمي وابقي رسامه انثري بصفحتك الألوان وارسم الأبتسامه .. لا تجعلي الحرب تهزمك أو رصاصة تقتل ابداعك . ..خطي بريشتك يا ابنتي فقد تقتل هي يأس اليائسين وتعود الحياة لهم من جديد ، فيرون النور بعد الظلمة والفرح والنصر بعد اليأس هكذا نكون وهكذا نبقى أجمل .. فلا حرب تكتب نهايتنا ولا أفكار شيطانيه تدعي السلام وهي هالكة السلام بذاته ... نبقى على يقين بأن الغد أجمل وهناك يبقى الأجمل .... فارسمي ياصغيرتي حمامة السلام ..
غاليه.